دعا مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي أحمد ضراط الثوار الليبيين الذين اتوا من مدن مختلفة الى طرابلس الى مغادرة العاصمة التي باتت "مدينة محررة".
دعا مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي أحمد ضراط الثوار الليبيين الذين اتوا من مدن مختلفة الى طرابلس الى مغادرة العاصمة التي باتت "مدينة محررة".
وقال ضراط لوكالة فرانس برس إن "طرابلس تحررت لذا يتعين على الجميع مغادرة المدينة والعودة الى مدنهم"، وأضاف أن "الخطر زال ومغادرة الثوار الآخرين أمر طبيعي". وسبق أن أعلنت مجموعة من الثوار في العاصمة عن تشكيل "مجلس ثوار طرابلس"، داعية الثوار من المناطق الأخرى الى مغادرة المدينة. وجاءت هذه الدعوات بعدما دعا القذافي المتواري عن الأنظار في رسالة صوتية، عبر قناة "الراي" التي تبث من سورية، الليبيين الى المقاومة المسلحة للقضاء على "العدو وطرد الاستعمار". وقال القذافي "أيها الليبيون رجالاً ونساءً استعدوا لمقاومة الاستعمار كما فعل أجدادكم، استعدوا لحرب طويلة فرضت عليكم لا يستطيع استعمار أن يخوضها على المدى الطويل".
واتهم القذافي البلدان المشاركة في العمليات العسكرية للحلف الأطلسي في ليبيا أنها تسعى "لوضع اليد على أموال الشعب الليبي لتجويعه واخضاعه وامتلاك المياه والنفط والكهرباء والمواصلات". وأضاف أن "الاستعمار" يريد أن "تصبح ليبيا مستعمرة تماماً وخاضعة تماما وأن يجند الليبيين لمحاربة بعضهم بالقوة" كما "يريد إعادة ليبيا الى ما كانت عليه قبل ثورة الفاتح".
وهذا التسجيل هو الثاني للقذافي خلال ساعات قليلة بعد تسجيل سابق الخميس قال فيه "اذا ارادوا معركة طويلة فلتكن معركة طويلة، اذا اشتعلت ليبيا من يستطيع أن يحكمها فلتشتعل". ومقابل هذه التهديدات، أكد قادة للثوار لفرانس برس أنهم مستعدون لمواجهة أي هجمات قد يشنّها موالون للقذافي. واعتبر ضراط أن "خطابات القذافي لا تؤثر على الثورة التي نجحت"، معلناً عن خطط أمنية تشمل عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى. وقال ضراط إن "نسبة كبيرة من الشرطة والأمن ستلتحق بأعمالها بدءاً من الصباح وذلك في إطار خطط أمنية تهدف الى حماية المدينة والأهداف الحيوية فيها".
وتابع وزير الخارجية في المجلس الإنتقالي أن "أفراد الشرطة لم تقاتل وجميعهم ثوار، وليس لدينا مشكلة معهم لأنهم كانوا في أجهزة أمنية تخدم الدولة وليس النظام". لكن ضراط أشار الى أن "هناك بعض الافراد الذين تلطخت اياديهم بالدماء والفساد وقد جرى تحييدهم حتى اتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم". ويأتي الإعلان عن الخطط الأمنية قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها المجلس الانتقالي لقوات القذافي في سرت للاستسلام، وسط أنباء متضاربة عن تمديد المهلة أسبوعاً اضافياً "حقنا لدماء الليبيين"، بحسب ضراط.
وعلى الصعيد السياسي، أكد ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا جمعة القماطي أنه سيتم انتخاب مجلس تأسيسي في ليبيا في غضون نحو ثمانية أشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عشرين شهراً. وأضاف القماطي أن "المجلس الانتقالي سيدير ليبيا لمدة ثمانية أشهر قبل أن يتولى مجلس منتخب من الشعب" السلطة لصياغة دستور وفي غضون عام من ذلك سيتم تنظيم انتخابات".
واعتبر القماطي أن "العملية الانتقالية بدأت" رغم استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية لمعمر القذافي. وأوضح "طالما أن طرابلس مستقرة وآمنة فبإمكان الليبيين بدء العملية الانتقالية".
وسبق أن أعلن المجلس الوطني الانتقالي من بنغازي عن "وثيقة دستورية تنص على تسليم السلطة الى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر وتبني دستور جديد". ووضعت الأمم المتحدة والقوى الكبرى في باريس خارطة طريق للسلطات الجديدة في طرابلس. كما أعلنت الإفراج عن 15 مليار دولار لصالحها.