25-11-2024 07:47 PM بتوقيت القدس المحتلة

حزب الله و"بشمركة" 14 آذار

حزب الله و

لا من معارك نهر البارد بين الجيش والتكفيريين اتَّعظوا، ولا من الحركات "الإنفصالية" عن الدولة في عكار وطرابلس ارتدعوا،



أمين أبوراشد

تسمية "البشمركة" التي تُطلق على قوات الحماية الكردية تعني بالعربية "الموت من أجل الوطن"، وللأكراد إنتماؤهم القومي للعرق الكردي سواء كانوا ضمن إقليم كردستان العراق، أو في شمال سوريا، أو المنتشرين منهم في الدول المجاورة وفي بلدان الإغتراب.

وقد يكون الخطأ التاريخي الذي ارتكبه الأكراد مؤخراً، أنهم وسط الهجوم التكفيري الذي كانت تقوم به داعش في تمزيق وسط العراق في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى  واحتلالها للموصل وكركوك، استفادوا من سيطرتهم على مدينة كركوك المتنازع عليها تاريخياً مع الحكومة المركزية في بغداد، ورفضوا إعادة تسليمها للقوات العراقية بذريعة حمايتها من داعش، في الوقت الذي بدأ فيه زعيم كردستان العراق مسعود البارزاني التلميح بإعلان انفصال الإقليم عن العراق و"النأي بالنفس" على الطريقة اللبنانية، وراهن خطأً وبالتوقيت الخاطىء على قدرات "البشمركة"، لا بل غدت "البشمركة" مضرب مثل بالمغامرة غير المحسوبة التي لامست حدود المقامرة بمصير الأكراد لولا تدخُّل أميركا ومعها "حلف الأربعين" ليس لحماية الأكراد بل لحماية مصالح الغرب في الإقليم.

وعلى ذكر المغامرات غير المحسوبة، لسنا ندري في لبنان الى متى البعض من 14 آذار يجدون في أنفسهم قدرات "البشمركة"، علماً بأنهم من عكار الى طرابلس الى صيدا وعرسال مروراً بجبيل وكسروان لا نجد منطقة "حكمٍ ذاتيٍ" شبيهةً بإقليم كردستان لهم المَونَة الشعبية والسلطة السياسية عليها، ولا يمتلكون ما يضبط شوارعهم من الفلتان غير المسؤول، سيما وأنهم ليس لديهم "مسعود بارازاني" لبناني يجمعهم على قضية، ويجتمعون على ما يجمعهم من مصالح إنتخابية مشتركة ويجتمعون في أحقادهم على حزب الله والجيش اللبناني في أحلك وأخطر ظروفٍ مرَّ ويمرُّ بها الوطن، ويطالبون بالنأي بالنفس بعد أن ورَّطوا أنفسهم وورَّطوا الوطن بحشر أنفسهم في ما ليس لهم فيه بسوريا تحت ستار من "البطانيات والحفاضات والحليب"، حتى كانت حادثة الباخرة "لطف الله" والتي تبيَّن أنها لا تحمل لا بطانياتٍ ولا حفاضاتٍ ولا حليباً، بل حمولة مكتنزة من أسلحة "النأي بالنفس"!  

لا من معارك نهر البارد بين الجيش والتكفيريين اتَّعظوا، ولا من الحركات "الإنفصالية" عن الدولة في عكار وطرابلس ارتدعوا، ولا في عرسال تهيَّبوا الآتي الأعظم جراء إيواء الإرهاب بين مخيمات النازحين داخل البلدة وفي مغاور الجرود، ولا مخاطر الخلايا التكفيرية في البقاعين الأوسط والغربي يجدون فيها ضيماً على الوطن، وتكرارٌ دائمٌ لمعزوفة العاجز عن المشاركة في صنع استراتيجية دفاعية واقعية لحماية الوطن على امتداد حدوده: "إنسحاب حزب الله من سوريا".

قامت قيامة البعض منهم على كلام غبطة الكاردينال الراعي الذي أسرَّه في آذان حلقة ضيقة من المقرَّبين ومن مطار بيروت بالذات قبل مغادرته الى الفاتيكان: لولا حزب الله لكانت داعش في جونية، وقامت هذه القيامة ولم تقعد حتى الآن على كلام نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الموضوع نفسه، ونسأل البعض منهم عن بدائل وقوف المقاومة الى جانب الجيش على جبهات المواجهة لحماية الداخل اللبناني وبشكلٍ خاص مناطق البقاعين الشمالي والغربي، وما هي اقتراحات "بشمركة" لبنان طالما أنهم أعجز من أن يضبطوا إرهابياً مثل شادي المولوي أو شريكه سمير منصور في طرابلس والحُجيري وشركاه في عرسال؟!

يوم أمس الإثنين ومن البقاع المعذَب، أعلن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اجتماعه بضبَّاط المقاومة، أن لا تراجع عن محاربة الإرهابيين التكفيريين الذين يهدِّدون سيادة وأمن الوطن والشعب، وسبق لسماحته في يوم القدس أن أعلنها للبنانيين والعرب والإقليم والعالم: نحن لسنا جيش الشيعة العرب بل نحن مقاومة، وفي الوقت الذي تعيش فيه الأقليات في لبنان خاصة في مناطق الأطراف القلق على المصير وتعلن وحدتها المصيرية مع حزب الله والمقاومة، فأي دورٍ يلعبه "البارازانيون" اللبنانيين لحماية من يدَّعون أنهم محسوبون عليهم في مواجهة خطرٍ داهمٍ غير مسبوق.

قد يكون أبلغ جواب لمن لا يرون الواقع الإقليمي الخطير، والإرهاب الذي بات داخل حدودنا ويُقاتل ويأسر عناصر جيشنا ويهدِّد الآمنين من مواطنينا بالنحر والذبح والإبادة، أن ينأى البعض بأنفسهم عن القضايا المصيرية الكبرى، وأن يفرحوا بالتمديد لهم ويتمدَّدوا على مقاعد نيابية، لأن أية انتخابات لن يستطيعوا المشاركة بها بعد أن باتت شوارعهم رهن إرادة زعماء تكفير من أمثال المولوي وشريكه منصور وتحت رحمة الحجيري وشركاه...