23-11-2024 03:51 PM بتوقيت القدس المحتلة

آية الله النمر: "زئير الكلمة أقوى في مواجهة أزيز الرصاص" (سيرة ذاتية)

آية الله النمر:

آية الله الشيخ نمر باقر النمر شخصية دينية وسياسية سعودية، عُرف بحراكه السلمي الجريء رفضاً للديكتاتورية والاقصاء والتهميش

آية الله الشيخ نمر باقر النمر شخصية دينية وسياسية سعودية، عُرف بحراكه السلمي الجريء رفضاً للديكتاتورية والاقصاء والتهميش، وقد تسببت مواقفه الجريئة باعتقاله بعد اطلاق الرصاص عليه وصولاً لاصدار حكم الاعدام بحقه اليوم، ما يفتح الأوضاع في المملكة على المجهول. 

دراسته

وُلد الشيخ النمر بمنطقة العوامية - وهي إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية - عام 1379 هـ. وبدأ دراسته النظامية في مدينة العوامية إلى أن انتهى إلى المرحلة الثانوية؛ ثم هاجر إلى إيران طلباً للعلوم الدينية في عام 1399 -1400 هـ، فالتحق بحوزة الإمام القائم (عج) العلمية التي تأسست في نفس سنة هجرته لطهران، والتي انتقلت بعد عشر سنوات تقريباً إلى منطقة السيدة زينب(ع) بسوريا.

وتتلمذ على يد اساتذة بارزين مثل السيد محمد تقي المدرسي والسيد عباس المدرسي والشيخ الخاقاني في سوريا والشيخ صاحب الصادق في طهران والشيخ وحيد الأفغاني.

وبعد حصوله على مرتبة الاجتهاد شرع في تدريس العلوم الدينية الى جانب العمل الرسالي. وقد تخرجت على يديه ثلة من العلماء الأفاضل الذين مارسوا ويمارسون الأدوار الدينية والاجتماعية والقيادية في مجتمعاتهم.

مواقفه السياسية

في عام 2011م مع تهاوى الأنظمة الحاكمة في تونس ومصر ومع بداية الحراك البحريني كسر آية الله النمر الحظر الرسمي الذي فرضته السلطات السعودية على ممارسته للخطابة والتدريس منذ أغسطس 2008م مستفيداً أحداث ما عرف بالربيع العربي، إذ استهل خطاباته بالحديث عن الحرية السياسية ومحوريتها في التغيير السياسي.

ومع دخول قوات درع الجزيرة، وعلى رأسها القوات السعودية، إلى البحرين اتسعت رقعة الحراك والاحتجاجات في القطيف على التدخل العسكري ضد الاحتجاجات الشعبية السلمية في البحرين، فقابلتها السلطات السعودية باعتقال المئات من الشباب لمشاركتهم بالاحتجاجات وقد تصدى آية الله النمر بكل قوة للدفاع عن حق الشعب في الاحتجاج والتعبير عن الرأي.

وعندما كادت المنطقة على وشك الانزلاق إلى لغة العنف وكانت القوات الأمنية تتهيأ لشن حملة قمعية - معدة سلفاً - على شباب الحراك في العوامية، كانت كلمة الفصل لآية الله النمر الذي دعا فيها شباب الحراك إلى عدم التظاهر، مؤكداً على سلمية أي حراك شعبي، في كلمته المشهورة: "إنّ زئير الكلمة اقوى في مواجهة أزيز الرصاص".

ومع إصرار السلطة على المعالجات الأمنية باستخدام السلاح التي نتج عنها سقوط العديد من الشهداء؛ صعّد الشيخ النمر من مواقفه وخطاباته والتي عارض فيها بشكل صريح التمييز السلطوي ومصادرة الحريات والاستئثار بالثروات والمناصب.

اعتقاله ومحاكمته

في الثامن من تموز/يوليو 2012م أقدمت القوات السعودية على اعتقال آية الله النمر بعد أن فتحت عليه الرصاص في كمين نصب له على الطريق العام وهو في سيارته، فأصيب على إثرها بأربع رصاصات في فخذه الأيمن، وقامت باختطافه من موقع الجريمة فاقداً لوعيه لتنقله إلى المستشفى العسكري في الظهران وبعد ذلك إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض ثم إلى سجن الحائر.

وفي آذار/مارس من عام 2013م بدأت الحكومة السعودية بأولى جلسات محاكمته وبدون خبر سابق لذويه، وقد طالب فيها المدعي العام بإقامة حد الحرابة (القتل) على آية الله النمر، بسوقه تهماً ملفقة وكاذبة وفق تأكيد محامي الدفاع وعائلة سماحته.

وبتاريخ اليوم الأربعاء 15 تشرين اول/ اكتوبر أصدرت المحكمة الجزائية بالرياض حكماً بالاعدام بحقه "بالقتل تعزيراً"، بعد رفض دعوى المدعي العام باعدام سماحته حد الحرابة.